وفاء المراقب العام
عدد الرسائل : 1142 تاريخ التسجيل : 11/11/2009
| موضوع: احداث فى اسبوع الجمعة أغسطس 27, 2010 8:14 pm | |
|
حكومات صائمة بقلم چيلان جبر ٢٧/ ٨/ ٢٠١٠ إذا كان هناك شعوب تصوم عن الطعام كفرض واجب لإرضاء ربها، فهناك أيضاً حكومات تصوم عن العمل وسرعة الحل، لتزيد كل يوم من هموم شعبها.. نعم فإن كان الصيام عند بعض الشعوب يدوم لمدة أيام أو أسابيع محددة كل عام. . وصيام بعض الحكومات يدوم ويستمر لعدة سنوات، ولنبدأ من هنا- مصر المنحوسة بهذه الحكومة منذ أكثر من خمس سنوات، فقد تضخمت المشاكل فى عدة مجالات، هذا بجانب الغلاء وجنون الأسعار، فلا يجد الفقير ما يرضى إنسانيته ولا الطبقة المتوسطة ترضى بهذا الحال، حتى الأغنياء يشتكون من سوء الأداء وعدم الجودة وقلة الخدمات والصحة والتعليم والكهرباء والماء فمن المجارى حتى مشكلة النيل الجميع غاضب والفجوة تتسع بين أطراف الوزراء، وخرجت إلى العلن ومشاكلهم عرقلت كل الحلول السريعة، وتم طرح فكرة التغيير من الوجوه، وفكرة أن الأحزاب الأخرى عليها أن تطرح وجوهاً جديدة.. الحقيقة أن الشعب ليس محل اختبار ولا يحتمل اليوم تجارب جديدة فمصيره أصبح على حافة إذن هل من طروحات مضمونة أو شخصيات معينة ستظل مطروحة؟ هذا بالإضافة إلى حالة تدهور صورة مصر فى الخارج، ولا جدال أصبح هناك ضرورة لابد منها إلى سرعة العمل على تغيير هذه الصورة.. إذن علينا التقييم والمحاسبة لأداء كل وزير، فالمجلس لا يسقط حكومة، هذا ليس مطروحاً والمحاسبة مسألة هى إعلامية وليست حقيقية ترضى غضب الشعب .. وهل هناك حزب آخر مثل الوفد أو التجمع أو حتى الجماعة المحظورة يضمن تقديم أداء أفضل لهذا الشعب؟! لم نجد حلولاً على مستوى القاعدة، مثلاً فى المحافظات ساهمت فى مشكلة الزبالة أو المجارى أو حتى قامت بتغيير واقع لطلبة أو لعمال مطحونين. لا شىء سوى مناظرات فى الإعلام.. ربما سنجد منها الكثير أيضاً قبل الانتخابات ولكن لا شىء أمامنا موجود .. والاستفادة من الأضواء لأبعد الحدود وليس خبرة أو إخلاصاً فى الأداء بقدر ما هى أسماء معروضة بدليل ما نسمع عنه من أسماء وترشيحات الحقيقة أن الحكومة والمجلس يعتبرون أن صلاحية هذا الشعب قد انتهت ولايدركون أن مصداقيتهم هى التى انتهت من عند هذا الشعب.هناك مؤسسات تعمل لتجعل هذه الدولة متماسكة وهناك شخصيات تعمل لتجعل هذه الدولة غير متماسكة. وهناك حكومة حماس أيضاً من الحكومات الصائمة عن توجيه سياساتها لصالح شعبها.. ولكنها تعمل فقط لصالح أفراد حركة حماس، لضمان استمرارها واستقرارها فى ولاية غزة، التى قامت باحتلالها من السلطة الفلسطينية وتقاتلت مع شقيقتها فى الوطنية حركة «فتح» وطبعاً بين الحركتين هناك حركات كثيرة فلسطينية تقوم بحركات لصالح مصالحها الخارجية والإقليمية لأن التمويل هو الوقود الأساسى لها. لذلك تتأزم الأمور فجأة ويبدأ الاتهام لمصر أو السعودية أو الرباعية الأوروبية أو الولايات المتحدة الأمريكية وهذا جائز جداً، ولكن المهم أن قطر وسوريا وإيران هم دائماً أصحاب الفضل والاحترام لكل التضحيات المقدمة منهم حتى الآن.. والتى دائما لا أجدها فى كتب التاريخ ولا على الحدود الجغرافية.. ولكنهم قدموا ما لا يعلم عنه أحد شيئاً حتى الآن. أما فكرة فتح مجال المصالحة للتخفيف من معاناة شعب فهذا غير مرغوب والصيام عنه مطلوب لعدة أعوام. . فى النهاية المعبر مفتوح اليوم منذ ٨٤ يوماً والمفاوضات المباشرة على الأبواب فهل صيام حماس سيستمر لإضعاف الشعب الفلسطينى أكثر فى المرحلة القادمة. وهناك حكومة العراق الصائمة عن التشكيل منذ أكثر من خمسة شهور، بسبب تدخلات إيران وخروج الأمريكان والموقف العربى الضعيف هناك مما سمح بفتح باب المساومات والتسويات بين جيرانها قبل أعدائها بعيداً عن نتيجة الانتخابات. كما نرى حكومات أخرى مثل الصومال والسودان التى تصوم كل منها عن مصالح شعوبها وتعمل لصالح أنظمتها. ولا أملك هنا سوى الدعاء بأن يستجيب الله دعوات الصائمين بأن يرفع عنهم كل هذه الحكومات الصائمة دائماً عن إرضائهم حتى ليوم واحد فى السنة؟!
| |
|