شخصية سروية دمياطية .. حمزة السنباطي – صاحب ا لحلول الوسطي
http://up.top4top.net/uploads/2011/01/14/top4top_9f2a1b6ab91.bmp
http://up.top4top.net/uploads/2011/01/14/top4top_9f2a1b6ab91.bmp
بقلم ناجى السنباطى
أنجبت دمياط … القديمة في تاريخ البلدان .. العظيمة في إنتصارتها علي الحملات الصليبية المتعددة والمتعاقبة العديد من الشخصيات في مجال الحياة المختلفة .. وإمتدادا لما قمنا به من قبل بتقديم شخصية دمياطية أنا والاخ العزيز المذيع محمد جمعة الموافى.. أقدم لكم اليوم شخصية أثارت الكثير من المناقشات ومن الجدل منه الجدل البناء ومنه الجدل العقيم الذي لا يثمر ولا يغني ولايشبع جوعان أو يروي ظمآن ..
***ولد حمزة إبراهيم السنباطي ، بقرية السرو التابعة لمركز فارسكور التابع لمحافظة الدقهلية عام 1914 ، شأنها شأن العديد من قري مركز فارسكور التي ظلت تابعة لمحافظة الدقهلية ، وتلقي تعليمه بمدرسة الفلال بالزرقا وهناك حكاية تروي ، أنه وهو صغير مثله مثل الآخرين لم يكن يحب المدرسة فكان من أخيه الأكبر فريد ، أنه كان يأخذه إلي الحقل ، ويكلفه بأعمال كثيرة وإذا أخطأ عاقبه بالجلوس علي ( الحصى ) وقال له إما المدرسة وإما الحقل بكل قساوته , وكان لرعاية والده إبراهيم القاضي الشرعي في هذا الحين ، والكثير من التوجيه والرعاية لوالدته الحنونة ( فريدة ) الكثير من صفات إحترام الناس ، والتواضع وعدم الكبر ، وهي صفات متوارثة ، من جده لأمه الشيخ ألزرقاوي صاحب المقام بمدينة الزرقا ، مسقط رأس والدته 0
أكمل صاحبنا الدراسة بمدرسة المنصورة الثانوية ومنها التحق بكلية الحقوق ، فتخرج منها ، وعمل محاميا بمدينة فارسكور لعدة سنوات حتى إنتقل إلي دمياط وظل بها حتى وفاته .. ورغم رحلة الدراسة والميلاد بمحافظة الدقهلية
إلا أن ولائه الأول والأخير ، كان لدمياط ، إذا إتخذها مقرا لسكنه ومقرا لعمله طوال أكثر من ستين سنه 0
كان حمزة مع حفظ الألقاب من أشهر المحامين الذين شقوا طريقهم بعدما تراكمت الخبرة طوال سنين طويلة وأصبح له باعا كبيرا في العديد من القضايا .
وكان أرباب الأسر من الأعيان .. يلحقون أولادهم بكلية الحقوق ، لأنها المدرسة التي تخرج الوزراء وتصقلهم علما وخطابة ومعرفة بالناس ..
إلتحق صاحبنا بالعديد من التنظيمات السياسية وتنقل في بحثه عن الأفكار بجميع مدارس الفكر المختلفة ..
خطوة بخطوة إلي جانب عمله بالمحاماة ..
كما إلتحق بكافة التنظيمات السياسية الرسمية قبل الثورة وبعد الثورة ، فكان عضوا بهيئة التحرير وبالإتحاد القومي و بالإتحاد الاشتراكي وبالمجالس المحلية الشعبية كما سيرد
وفي الستينيات ترشح لعضوية مجلس الأمة وكان منافسة أستاذنا ضياء الدين داود رئيس الحزب الناصري الحالي ووزير الشئون الاجتماعية الأسبق والأب الروحي لأبناء دمياط وفاز الأستاذ ضياء بالمعركة الانتخابية
إلا أن الشئ الجدير بالاهتمام ، أن هذه المنافسة الانتخابية لم تقلل من أواصر المحبة والصداقة العميقة التي جمعت بين الرجلين ، رغم فارق السن لصالح الأستاذ حمزة والمقام المحمود لكل منهما 0
وإستمر حمزة في الخدمة العامة عضوا بالتنظيمات المختلفة وكان علي علاقة طيبة بجميع القيادات السياسية والتنفيذية بمحافظة دمياط طوال سنوات عديدة ، بدءا من المحافظين
حمدي عاشور ومحمود طلعت و عصام راضي و عبد الهادي سماحة و حسب الله الكفراوي ومحمد أحمد المنياوي وأحمد الجو يلي والمستشار عبد الرحيم نافع والمستشار محمود بهى الدين عبدالله وأحمد سلطان مع حفظ الألقاب وبدون ترتيب زمني .. وكانوا يكنون له كل إحترام وكل تقدير وعلي نفس المنوال إلتقي بالعديد من المستشارين رؤساء المحاكم بحكم عمله وكان الاحترام المتبادل صفة لصيقة بهم وبه ولا يختلف الأمر في علاقته بالقيادات الأمنية المتعددة ، نفس علاقة الحب والاحترام 0
وإستمر حمزة في المجال السياسي ، إلا أن نقطة التحول الرئيسية عند تولي الرئيس أنور السادات رئاسة مصر فى عام 1970 عقب وفاة الزعيم جمال عبد الناصر فى سبتمبر1970 م وتم تشكيل الإتحاد الاشتراكي من جديد لمحافظة دمياط ، فإنتخب من مستوى القاعدة إلى مستوى المحافظة وعين بالانتخاب أمينا عاما للاتحاد الاشتراكى وإستمر في منصبه حتى تم التحول إلي نظام المنابر ثم نظام التعددية الحزبية وفي الوقت نفسه إنتخب رئيسا للمجلس الشعبي المحلي للمحافظة وإستمر رئيسا له لمدة تقارب من الثلاثين عاما حتى لقب بشيخ المحليات علي مستوي مصر .. وقد إلتقي بأكثر من رئيس لمصر وزار العديد من الدول بحكم منصبه .
كان لحمزة العديد من الجهود لصالح المحافظة ولصالح بلدته السرو ولصالح بلدة والدته الزرقا ولصالح مقر عمله بفارسكور قبل إنتقاله إلى دمياط ولصالح بلدان الدائرة جميعا 0
وكانت له صداقات علي مستوي جميع بلدان المحافظة 0 كبيرها وصغيرها ، وكان له قدرة كبيرة علي الاحتواء فيأتي إليه رجل ثائرا منفعلا غاضبا ، غضب ما بعده غضب وسرعان ما يخرج من مكتبه وهو راضي سعيد هادئ وهو القائل قولة معاوية لو كان بيني وبين الناس شعرة ما إنقطعت أبدا إن شدوها أرخيتها وإن أرخوها شددتها وهكذا كانت طريقته وصنعته .. وإضافة إلي خبراته المتعددة ، كان خطيبا مفوها وقادرا علي إمتصاص غضب الجماهير .. ولم يكتف بمكانته السياسية
في التنظيمات السياسية والشعبية والمحلية ، بل قدم لدمياط ولمصر العديد من القيادات الجديدة التي أصبحت من القيادات السياسية المختلفة 0
فمنها من أصبح عضوا لمجلس الشعب علي الرغم من عدم نجاح حمزة أن يكون عضوا لمجلس الشعب أو لمجلس الأمة حسب المسمي السابق .. ولما سألته ذات يوم لماذا وأنت بعلاقاتك القوية بالقيادات السياسية كما أنك ترشح الاخرين لعضوية مجلس الشعب والشورى والمجالس المحلية الشعبية ….لماذا لم تصبح عضوا لمجلس الشعب ، قال أن قانع بمنصبى كرئيس للمجلس الشعبى للمحافظة وكأمين عام للحزب الوطني للمحافظة بعد إستقالة الدكتور الزيات وزير خارجية مصر الأسبق ( في حرب أكتوبر 73) وأمين عام الحزب الوطني ( الأسبق ) لمحافظة دمياط
وأضاف قائلا : لا تنسي أن ما أشغله مناصب شرفية ولي عملي كمحام ناجح بدمياط
وفي علاقاته بالقيادات السياسية الكبيرة كالأستاذ ضياء الدين داود والدكتور رفعت المحجوب والمهندس حسب الله الكفراوي والدكتور أحمد جويلي وللأستاذ محمد عبد السلام الزيات نائب رئيس الوزراء الأسبق والمحافظ حمدي عاشور والوزير فيما بعد واللواء محمودطلعت المحافظ المنوفى لدمياط المحبوب من كل أبناء دمياط لخلقه الرفيع وعمله البديع .. وغيرهم من الوزراء ومن القيادات فى المجالات المختلفة … قال أنها كانت علاقة محبة وعلاقة إحترام وكل منهم له دوره الذي لا ينكره أحد 0
وهذه الشخصية الغنية كان لها المؤيدون والأجباب وكان لها أيضا المعارضون والمختلفون .
وكان لكل منهم وجهة نظر .. فمنهم من كان يختلف معه فكريا وهذا لاغبار عليه ومنهم من كان يختلف معه ، لأنه إعتقد أنه لم يرشحه لمنصب أو لأنه توهم أنه أسقطه في الانتخابات وهذا خلاف غير صحي .. ولما قلت له ، لقد خدمت العديد من الناس وأتحت لهم الترشيح والنجاح والمركز ورغم ذلك و هم كثر حاربوك في إنتخابات مجلس الشعب عن دائرة كفر سعد وعن دائرة فارسكور من قبل وحاربوك في معارك رئاسة المجلس المحلي وطعنوا فيك أمام القيادات السياسية .. وعلي مستوي الأفراد ,هناك يعتقد بأنك لم تخدم المحافظة وإنك لم تخدم بلدك السرو ..
قال لي دعهم يقولون فهذه طبيعة البشر ، ولما سألته لماذا لا تعد كتابا أو دفترا لكل خدمةولكل شخص خدمته .. رد باسما مهما فعلت سيقولون فدعهم يقولون .. فكما قلت لك هذه طبيعة البشر 0 ————————————————————————————-
هذه رحلة أحد أبناء دمياط (والدقهلية من قبل )،إجتهد وعمل وأصاب وأخطأ وأحب الناس وغفر لمن أساء إليه ولم يحمل في قلبه حقدا فقد كانوا يقاتلونه في السرو ويطعنونه من الخلف وكان يقابلهم بكل حب وقلبه نقي بدون أحقاد.. وكما لكل رحلة حياه بداية وحياة يمارسها الإنسان توجها حمزة بحصوله علي العديد من المناصب السياسية 0 ووسامين من الرئيسين أنور السادات وحسني مبارك علي الترتيب وأصبح رمزا من رموز دمياط حتى تخاله بل وتحسبه هرما من أهرام دمياط …
أصابه المرض وهو لا يعلم أنه مريض ، فإنشغاله بالعمل العام وعمله الخاص ، أنساه كل ذلك المرض .. حتى سقط من شدة الألم .. لترجع نفسه النقية إلي بارئها في يوليو 1998 م
ويدفن بمقبرته بالسرو وبحضور القيادات السياسية المختلفة وقد رثاه الجميع القريب والبعيد المتفق معه فكريا والمختلف معه ، الصديق والخصم ، المنتمون لحزبه والمنتمون لأحزاب أخري .. وقد أجمع الجميع علي إحترامه وتقديره ووصفوه بأنه رجل الحلول الوسطي الذي يقرب ولا يفرق .. وعلى المستوى الشخصى ………له إبنتان الكبرى متزوجة من الدكتور محمد الملاح وأولادهما يعملون بالأعمال الخاصة والصغرى متزوجه من الدكتور محمد فكري الأستاذ بطب عين شمس وأحد لاعبى الرماية بنادى الشرطة ومنتخب مصر السابقين و من أصول دمياطية زاهرية وله من الأولاد من يعمل فى أعمال خاصة وجميعهم من خريجى الجامعات المصرية والإبن الوحيد أيمن من العاملين بالمحافظة بدرجة مدير عام طبقا للأقدمية ومتزوج من عائلة اللبان بدمياط وله أولاد فى مجالات مختلفة وقد تزوج الاستاذ حمزة مرتين الأولى من عائلة عيسى بكفر المياسرة بمحافظة دمياط والثانية من عائلة زاهر بدمياط وهى عمة وخالة الكابتن سمير زاهر رئيس إتحاد كرة القدم المصرى وأم زوج إبنة الأستاذ حمزة الصغرى … رحم الله الفقيد وغفر له ولنا .