أبي عبد الله سروى فعال
عدد الرسائل : 64 تاريخ التسجيل : 25/06/2010
| موضوع: أجوبة الأئمة في حكم الخروج على ولاة أمر المسلمين الخميس يناير 27, 2011 6:05 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأزواجه وذريته
وبعد؛؛؛
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في منهاج السنة النبوية:
وكان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج عن الأمة وقتالهم بالسيف، وإن كان فيهم ظلم، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة، فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما، ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته.
ويقول ابن القيم - رحمه الله - في مفتاح دار السعادة: أن النبي صلى الله عليه وسلم شرع لأمته إيجاباً: إنكار المنكر، ليحصل بإنكاره من المعروف ما يحبه الله ورسوله، فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله فإنه لا يسوغ إنكاره، وإن كان يبغضه الله ويمقت أهله، وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم، فإنه أساس كل شر وفتنة إلى آخر الدهر.
وقد استأذن الصحابةُ - رضي الله عنهم - النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- في قتال الأمراء الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، فقالوا: "ألا نقاتلهم"؟ فقال: "لا، ما أقاموا الصلاة". رواه مسلم، وقال: "من رأي من أميره ما يكره فليصبر، ولا ينزعن يداً من طاعة". رواه البخاري ومسلم.
ومن تأمل ما جرى على الإسلام في الفتن الكبار والصغار، رأها من إضاعة هذا الأصل، وعدم الصبر على منكرٍ طلب إزالته، فتولد منه ما هو أكبر منه.
وقال ابن مفلح في الآداب: قال حنبل اجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلى أبي عبد الله (أحمد بن حنبل) وقالوا له: إن الأمر قد تفاقم وفشا - يعنون إظهار القول بخلق القرءان - ولا نرضى بإمارته ولا سلطانه، فناصرهم في ذلك وقال: "عليكم بالإنكار في قلوبكم، ولا تخلعوا يداً من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم، وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريح بَرٌ، ويستراح من فاجر.
سُئل الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله - : هناك من يرى أن اقتراف بعض الحكام للمعاصي والكبائر موجب للخروج عليهم ومحاولة للتغيير، وإن ترتب عليه ضرر للمسلمين في البلد، والأحداث التي يعاني منها عالمنا الإسلامي كثيرة، فما رأي سماحتكم؟
قال الشيخ - رحمه الله -: أن النصوص من القرءان والسنة تبين وجوب طاعة أولي الأمر وهو العلماء والأمراء في المعروف لا في المعصية، فإذا أمروا بالمعصية فلا يطاعون في المعصية، لكن لا يجوز الخروج عليهم بأسبابها، لقوله صلى الله عليه وسلم "ألا من ولي عليه والٍ، فرآه يأتي شيئاً من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يداً من طاعة" رواه الإمام أحمد
وسأله الصحابةُ لما ذكروا أنه سيكون أمراء تعرفون منهم وتنكرون، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: أدُّوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم" رواه الإمام أحمد، والأمام مسلم
فهذا يدل على أنه لا يجوز لهم منازعة ولاة الأمور ولا الخروج عليهم، إلا أن يروا كفراً بواحاً، عندهم من الله فيه برهان، وما ذاك إلا لأن الخروج على ولاة الأمور يسبب فساداً كبيراً، وشراً عظيماً، فيختل به الأمن، وتضيع الحقوق، ولا يتيسر ردع الظالم، ولا نصر المظلوم، وتختل السبل ولا تأمن، فيترتب على الخروج على ولاة الأمور فسادٌ عظيم وشرٌ كبير...... .
وأما درء الشر بشرٍ أكثر فلا يجوز بإجماع المسلمين، فإذا كانت هذه الطائفة التي تريد إزالة السلطان - الذي فعل كفراً بواحاً - ، وعندهم قدرة على أن تزيله، وتضع إماماً صالحاً طيباً، من دون أن يترتب على هذا فساد كبير على المسلمين وشر أعظم من شر هذا السلطان، فلا بأس.
أما إذا كان الخروج يترتب عليه فساد واختلال الأمن وظلم الناس واغتيال من لا يستحق الإغتيال، إلى غير هذا من الفساد العظيم، فهذا لا يجوز، بل يجب الصبر والسمع والطاعة في المعروف.
ولهذا كان السلف، كالفضيل بن عياض، وأحمد بن حنبل، وغيرهم، يقولون: "لو كان لنا دعوة مستجابة لدعونا بها للسلطان" .
وقد روي: "أن السلطان ظلُ الله في الأرض"
ويقال: "ستون سنة من إمامٍ جائرٍ، أصلحُ من ليلة واحدة بلا سلطان"
اللهم احفظ بلدنا (مصر الحبية) من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وارفع عن بلاد المسلمين الغلاء والوباء والبلاء، اللهم اصلحنا وولاة أمورنا
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا، اللهم ول أمورنا خيارنا، ولا تؤاخذنا بذنوبنا
هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وذريته وسلم تسليماً كبيراً، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، لا سيما العشرة المبشرين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، والستة المكملين، وعنا معهم بفضلك وكرمك يا رب العالمين
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك | |
|
طارق المصرى فريق الاشراف
عدد الرسائل : 397 الموقع : taher_mau@ yahoo.com تاريخ التسجيل : 11/07/2009
| موضوع: رد: أجوبة الأئمة في حكم الخروج على ولاة أمر المسلمين الخميس يناير 27, 2011 11:26 pm | |
| جزاك الله خيرا اخى عبد الله دائما تأتى بما هو أنفع وأبقى | |
|
وفاء المراقب العام
عدد الرسائل : 1142 تاريخ التسجيل : 11/11/2009
| موضوع: رد: أجوبة الأئمة في حكم الخروج على ولاة أمر المسلمين السبت فبراير 05, 2011 6:57 pm | |
|
اللهم احفظ بلدنا (مصر الحبيبة) من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وارفع عن بلاد المسلمين الغلاء والوباء والبلاء، اللهم اصلحنا وولاة أمورنا
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا، اللهم ول أمورنا خيارنا، ولا تؤاخذنا بذنوبنا
هذا وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وذريته وسلم تسليماً كبيراً، وارضى اللهم عن الصحابة أجمعين، لا سيما العشرة المبشرين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، والستة المكملين، وعنا معهم بفضلك وكرمك يا رب العالمين
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك جزاك الله كل خير وبارك بك وعليك
| |
|