بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم و رحمة الله ..
سبحان الله و الحمدلله .. الذي جعل فينا الخوف صفة سعيدة لمن يفقهوها ، و تعيسة لمن يرى في نفسه القوة فقط دون قوى تعادل التفكير بالعقل و الإيمان بالقلب و العمل باليد و القول باللسان .. الخوف يضفي على روح الإنسان نوع من الأمل كما أنه ألم في نفس الوقت و لكن ألم في حالة نفسية و ليس جسدية .. يبدو العنوان غريب [ الخوف وسام الشجاعة و الكرامة ] ، ليس بغريب وهو يُخيل لك ذلك . في العنوان معاني كبيرة و كثيرة ، يُقال [ من خاف سلم ] ، ليس في كل حالة خوف هو سلام و أضخم دليل هو خوف الأمة الإسلامية و العربية من النزاع ضد إسرئيل و أمريكا ]هل سلموا من شرهم ؟!؟ .. لا و الله .. و إن قلت صمتهم و ليس خوفهم ، في هذه الحالة الصمت هو الخوف بعينه و ذاته . قال تعالى : [اليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد ] .. أنخاف من هتان الدولتان ، دون الخوف من من هو أشد و أقوى و أعظم و هو الله سبحانه و تعالى ؟!
و إنما يكون سلاما ً و راية النصر و الشجاعة و الكرامة حين أمسك الخوف و أجعله نورا ً في طريقي إلى العدل و الحسن و إعتماد الفكر و النظر في مكامن الخير .. يقول الإمام علي عليه السلام : " وإنّما هي نفسي أروّضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر " .أيضا ً الخوف هو الدافع لـ رجوع النفس إلى الله سبحانه و تعالى ، وما جعل الله شيئا فينا عبثا فيقول تعالى : [ انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافون ان كنتم مؤمنين ] . و يقول تعالى : [ لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون ] ..
همسة عزيزة : عندما ترى الحياة جميلة ، و تغار عليها في العبث فيها و تخريبها من الأعداء ، فلابد من يوم ترى فيها هذا الهول . يأتوك من كل جانب و تنظر إلى ما حولك فتذعر من كل شي قد دُمر ، ,و يظل شئ آخر [ زهرة ] قائمة لم تميل و لم تقف ما بين هذا و ذاك .. والعدو يقترب منها ليدوس عليها و لا يبقى في الحياة من شئ ، لكن هيهات ستأتي أنت و ترمي بجسدك فوق تحميها و العدو ضارب ٌ عليك .. كيف أبتعد ! كيف أترك ما بقي من الحياة إلا زهرة .. حينها يكون للخوف وسام الشجاعة و الكرامة .
مما تصفحت