[/justify]المـقـال الصحفي
( دور الأسرة في ترسيخ ثقافة الحوار )
قبل أن نبدأ هذا المقال لا بد أن نعرف معنى كلمة " الأسرة " وذلك حتى يتسنى لنا فهم هذا المقال .
* الأســـــــــرة : في اللغة معناها الأشخاص الذين يتقوى بهم الرجل و هي المؤسسة الاجتماعية التي تنبعث من ظروف الحياة و الطبيعة الإنسانية و هي ضرورة فطرية لحياة البشر و استمرارهم و هي جماعة اجتماعية تتكون من زوج و زوجة تقوم بينهما رابطة زواجية شرعية بالإضافة إلى الأبناء و في بعض الحالات تشتمل على بعض الأقارب الممتدة كالأجداد و الأعمام و تتألف الأسرة الإنسانية من الآباء و الأمهات و أبنائهم و بناتهم .
و تعتبر الأسرة من أهم المؤسسات الاجتماعية التي أقامها و أنشأها الإنسان و ذلك بهدف استمرار بقائه في الجماعة الإنسانية .
* أهمية الأسرة في ترسيخ ثقافة الحوار في الوقت المعاصر :
نحن نعرف جميعاً أن الطفل يولد صفحة بيضاء و تكون الأسرة هي البيئة الاجتماعية الأولى التي يبدأ فيها الطفل بتكوين ذاته و التعرف على نفسه عن طريق الأخذ و العطاء و الحوار بينه و بين أعضائها و في هذه البيئة الاجتماعية يتلقى أول إحساس بما يجب و ما لا يجب القيام به و الأسرة هي أهم الجماعات الاجتماعية التي يتكون منها المجتمع و هي التي تنظم الحوار الذي يقوم عليه عقل المجتمع و تتحكم في إرادته و يقرره العقل الجمعي و ذلك لأنها هي الوحدة التي يتفاعل معها الفرد تفاعلاً مستمراً و تعتبر الأسرة بل وتتميز بأنها الجماعة الحوارية للفرد و التي تلاصقه و يتعامل معها بصورة مباشرة فيتحاور معها و ينظر داخلها و يتلقى فيها دروس الحياة الاجتماعية و تحتفظ الأسرة بمجموعة من الوظائف التي تنفرد بها و تعجز أي مؤسسة تربوية أخرى أن تنتزعها منها بل و يعجز أحد الأبوين أن يقوم بها بمفرده و ذلك لأن الجو الأسري له دوره الفعال في تكوين شخصية الأبناء و له تأثير خاص في ترسيخ ثقافة الحوار عندهم منذ بداية حياتهم حتى نهايتها .
* الدور الرئيسي للحوار الأسري في ظل المتغيرات العمرية :
الحوار الأسري يعد نمط من أنماط التربية الأساسية التي تقوم بها مؤسسات التعليم و هي أكثر تلك الأنماط أهمية و خضوعاً للقواعد و النظم و ذلك لأن كل أسرة تربي أبنائها على النحو الذي ترتضيه تبعاً لما ترجوه لهم من مستقبل مشرق و الحوار الأسري يمكن القول بأنه مجموعة من الأساليب المختلفة التي تتبعها الأسرة في تثقيف أبنائها و تقويم سلوكياتهم بحيث تتوافق مع أهدافها الخاصة و لا تتعارض مع ثقافة المجتمع .
و تعد الأسرة هي أهم وكالات الحوار الثقافي و الاجتماعي حيث يعتبر من مهامها الأساسية و توفر تلك العملية ما يعجز غيرها عن القيام به و يصعب الفصل بين الفرد و أسرته و علاقاته حيث لا يمكن تحديد أيهم أكثر فائدة من غيره بل تتداخل طبيعة حوار الفرد و تطبعه في تلك العملية فيتوقف كلاهما على الآخر و لا يمكن أن يعمل منفصلاً فيكتسب الفرد عن طريق أسرته اللغة و العادات و التقاليد و القيم و الاتجاهات و المفاهيم و أنماط السلوك المختلفة و يعد تهذيب الدوافع و الميول و الاستجابات أهم محاور ترسيخ ثقافة الحوار للفرد داخل الأسرة و خارجها وقد أجمع علماء التربية و الاجتماع و علم النفس حول أهمية دور الأسرة في تكوين ثقافة الحوار لدى الطفل فالأسرة هي البيئة الثقافية الأولى التي تستقبل الطفل و تطبعه بما تشاء من طباع ترى أنها تكفل له إجادة إجراء الحوار الثقافي و الاجتماعي و تغرس فيه ما تشاء من قيم ترى أنها تكفل له السواء النفسي و الاستقرار الاجتماعي و الحياة السعيدة .
من هنا يجدر لنا الإشارة بأن الأسرة هي الأساس في ترسيخ و إرساء ثقافة الحوار لدى الفرد حيث تمتد رسالة إرساء هذا الحوار إلى الإالتحام بالمجتمع الذي توجد في نطاقه و لذلك كان وجوبياً على الأسرة المشاركة في دراسة القضايا التي يعاني منها المجتمع و ذلك لوضع حلول ملائمة لهذه القضايا و تلك المشكلات وكل ذلك لن يتم إلا عن طريق :
*( إرســـاء ثـــقــافـــة الـــحــوار لــدى الأفــــراد )*
كتب / محمود نبيه زعرب .