وفاء المراقب العام
عدد الرسائل : 1142 تاريخ التسجيل : 11/11/2009
| موضوع: ليلـــــــــــــــــــــــــه القدر الجمعة أغسطس 20, 2010 8:10 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: ففي حياة الأمم والشعوب، أحداثٌ خالدة، وأيام مجيدة، تحمل في طياتها ما يغرم القلوب، ويبهم النفوس، ولقد شرفت هذه الأمة بأعظم الأحداث، وأكمل الأيام، وأتم الليالي. ومما أنعم به الخالق على هذه الأمة، ليلة وصفها الله عز وجل بأنها مباركة، لكثرة خيرها وبركتها وفضلها. إنها ليلة القدر، عظيمة القدر، ولها أعظم الشرف وأوفى الأجر. أُنزل القرآن في تلك الليلة، قال الله جل وعلا: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ) (القدر:1، 2)، وقال جل وعلا: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) (الدخان:3)، وهذه الليلة، هي في شهر رمضان المبارك ليست في غيره، قال الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) (البقرة: من الآية185). وقد سميت الليلة بهذا الاسم، لأن الله تعالى يقدّر فيها الأرزاق والآجال، وحوادث العالم كلها، فيكتب فيها الأحياء والأموات، والناجون والهالكون، والسعداء والأشقياء، والحاج والداج، والعزيز والذليل، والجدب والقمط، وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة، ثم يدفع ذلك إلى الملائكة لتتمثله، كما قال تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (الدخان:4) وهو التقدير السنوي، والتقدير الخاص، أما التقدير العام فهو متقدم على خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة كما صحت بذلك الأحاديث. هذا وقد نوّه الله بشأنها، وأظهر عظمتها، فقال جل وعلا: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (القدر:2، 3)، فمن تُقبِّل منها فيها، صارت عبادته تلك تفضل عبادة ألف شهر، وذلك ثلاثة وثمانون عاماً وأربعة أشهر، فهذا ثواب كبير، وأجر عظيم، على عمل يسير قليل. وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه" خرّجه البخاري ومسلم، يحييها الإنسان تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه، وطلباً للأجر، لا لشيء آخر، والعبرة بالاجتهاد والإخلاص، سواء علم بها أم لم يعلم. فلتحرص أيها الأخ الكريم على الصلاة والدعاء في تلك الليلة، فإنها ليلة لا تشبه ليالي الدهر، فخذ أيها الإنسان بنصيبك من خيرها الحَسَن، واهجر لذة النوم وطيب الوَسَن، وجافِ جنبيك عن مضجعك الحَسَن. وأما وقتها وتحديدها في رمضان، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، وآخر ليلة في رمضان. قال الشافعي رحمه الله: "كأن هذا عندي والله أعلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجيب على نحو ما يُسألأ عنه، يُقال له: أنلتمسها في ليلة كذا؟ فيقول: التمسوها في ليلة كذا" ا.هـ. وقد اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر، وذلك على أكثر من أربعين قولاً، ذكرها الحافظ ابن حجر في فتح الباري، وهذه الأقوال بعضها مرجوح، وبعضها شاذ، وبعضها باطل. والصحيح في هذا أنها أوتار العشر الأواخر في رمضان، ليلة إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاوز في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: التمسوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان" خرّجه البخاري ومسلم. ومتى ضَعُفَ الإنسان أو عجز أو تكاسل، فليتحرها في أوتار السبع البواقي، ليلة خمس وعشرين وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، كما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضَعُف أحدكم أو عجز، فلا يُغلبَّن على السبع البواقي" خرّجه البخاري ومسلم. وبهذا التفصيل تأتلف الأحاديث ولا تختلف، وتتفق ولا تفترق، والأقرب إلى الدليل، أن ليلة القدر تنتقل، وليست ثابتة في ليلة محدّدة من كل عام، بل مرةً تكون ليلة إحدى وعشرين، ومرة تكون ثلاث وعشرين، ومرة تكون خمس وعشرين، ومرة تكون سبع وعشرين، ومرة تكون تسع وعشرين، فهي بهذا مجهولة لا معلومة، وقد أخفى الشارع الحكيم وقتها، لئلا يتكل العباد على هذه الليلة، ويَدَعوا العمل والعبادة في سائر ليالي شهر رمضان، وبذلك يحصل الاجتهاد في ليالي الشهر، حتى يدركها الإنسان. والصواب أنه لا يشترط لحصولها رؤية شيء ولا سماعه، فليس من اللازم أنّ من وُفّق لها لا يحصل له الأجر حتى يرى كل شيء ساجداً، أو يرى نوراً، أو يسمع سلاماً، أو هاتفاً من الملائكة، وليس بصحيح أن ليلة القدر لا ينالها إلا من رأى الخوارق بل فضل الله واسع. وليس بصحيح أيضاً أنّ من لم ير علامة ليلة القدر، فإنه لا يدركها، ولا موفّق لها، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يحصر العلامة، ولم ينف الكرامة. قل ابن تيمية: "وقد يكشفها الله لبعض الناس في المنام أو اليقظة، فيرى أنوارها، أو يرى من يقول له هذه ليلة القدر، وقد يفتح على قلبه من المشاهدة ما يتبين به الأمر"ا.هـ. وقال النووي: "فإنها تُرى وقد حققها من شاء الله تعالى من بني آدم كل سنة في رمضان، كما تظاهرت عليه هذه الأحاديث، وأخبار الصالحين بها، ورؤيتهم لها أكثر من أن تحصر، وأما قول القاضي عياض عن المهلب بن أبي صفرة: "لا يمكن رؤيتها حقيقة، فغلط فاحش،، نبّهتُ عليه، لئلا يُغتر به"ا.هـ. ونقل الحافظ ابن حجر، أن من رأى ليلة القدر، استُحبّ له كتمان ذلك، وألا يخبر بذلك أحداً، والحكمة في ذلك أنها كرامة، والكرامة ينبغي كتمانها بلا خلاف. وليلة القدر ليست خاصة بهذه الأمة، بل هي عامة لهذه الأمة، وللأمم السابقة كلها، وفي حديث أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، هل تكون ليلة القدر مع الأنبياء، فإذا ماتوا رُفِعت، قال عليه الصلاة والسلام: "بل هي إلى يوم القيامة" خرّجه أحمد وغيره وهو صحيح. ومن العلامات التي تُعرف بها ليلة القدر، ما جاء في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها" خرجه مسلم. والمقصود أنه لكثرة اختلاف الملائكة في ليلتها ونزولها إلى الأرض وصعودها بما تنزل به، سترت بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها"ا.هـ. وأما غير ذلك من العلامات، فلا يثبت فيها حديث، ككونها ليلة ساكنة، لا حارة ولا باردة، ولا يُرى فيها بنجم، ولا يحل للشيطان أن يخرج مع الشمس يومئذ. وهناك علامات لا أصل لها، وليست بصحيحة، كالأشجار تسجد على الأرض ثم تعود إلى مكانها، وأن المياه المالحة تصبح في ليلة القدر حلوة، وأن الكلاب لا تنبح فيها، وأن الأنوار تكون في كل مكان. إن ليلة القدر ليست للمصلين فقط، بل هي للنفساء والحائض، والمسافر والمقيم، وقد قال الضحاك: "لهم في ليلة القدر نصيب، كلُ من تقبل الله عمله، سيعطيه نصيبه من ليلة القدر". وينبغي للإنسان أن يشغل عامة وقته بالدعاء والصلاة، قال الشافعي: استحب أن يكون اجتهاده في نهارها، كاجتهاده في ليلها. وقال سفيان الثوري: "الدعاء في الليلة أحب إلي من الصلاة"، فالدعاء في ليلة القدر، كان مشهوراً ومعروفاً عند الصحابة، فلتحرص أيها الأخ الكريم، والأخت الكريمة على تخيّر جوامع الدعاء الواردة في الكتاب العزيز، والتي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم، أو أرشد إليها، ولنعلم جميعاً أنه ليس لليلة القدر دعاء مخصوص لا يُدعى إلا به، بل يدعو المسلم بما يناسب حاله، ومن أحسن ما يدعو به الإنسان في هذه الليلة المباركة، ما أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة عن عائشة رضي الله عنها قالت: "لو علمتُ أي ليلةٍ ليلة القدر، لكان أكثر دعائي فيها أن أسأل الله العفو والعافية" الخبر. وهكذا يحرص كل مسلم أن يدعو بالأدعية الجامعة من دعوات النبي صلى الله عليه وسلم، الواردة عنه في مقامات كثيرة، وأحوال خاصة وعامة. قال النووي: ويُستحب أن يُكثر فيها من الدعوات بمهمات المسلمين، فهذا شعار الصالحين، وعباد الله العارفين"ا.هـ. وهكذا أيها المسلمون، فلكم إخوان وأخوات مستضعفون في مشارق الأرض ومغاربها، ولكم إخوان وأخوات نذروا أنفسهم لإعلاء كلمة الله في الأرض، فلا تبخلوا عليهم بدعوة صادقة. اللهم يا من خلق الإنسان وبَنَاه، واللسانَ وأجراه، يا من لا يخيب من دعاه، هب لكلٍّ منا ما رجاه، وبلّغه من الدارين مُناه، اللهم اغفر لنا جميع الزلات، واستر علينا كل الخطيئات، وسامحنا يوم السؤال والمناقشات، وانفعنا وجميع المسلمين بما أنزلته من الكتاب يا أرحم الراحمين. وصلى الله وسلم على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
| |
|
وفاء المراقب العام
عدد الرسائل : 1142 تاريخ التسجيل : 11/11/2009
| موضوع: رد: ليلـــــــــــــــــــــــــه القدر الجمعة أغسطس 20, 2010 10:12 pm | |
|
لقد اختص الله تبارك وتعالى هذه الأمة المحمدية على غيرها من الأمم بخصائص ، وفضلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها الرسل وأنزل لها الكتاب المبين كتاب الله العظيم ، كلام رب العالمين في ليلة مباركة هي خير الليالي ، ليلة اختصها الله عز وجل من بين الليالي ، ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر ، وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر .. ألا وهي ليلة القدر مبيناً لنا إياها في سورتين: قال تعالى في سورة القدر : " إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ القَدرِ *وَمَا أَدْراكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ * لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الملائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبهِِّم مِن كُلِّ أَمْرٍ *سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ ". وقال تعالى في سورة الدخان : " إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ اناَّ كُنَّا مُنْذِرين * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ". فماذا نفعل لكي يصطفينا الله في ليلة القدر؟؟ أولاً يجب علينا تفادي آفات اللسان :- 1- الخوض فى الباطل:- معناه ليس الكلام بالباطل عن شخص بعينه فقط انما عن المجتمع كله مثلاً يقول الفرد "ان المجتمع أصبح مثل الغابة أو أن الفاحشة عمَّت المجتمع كله " فكل ذلك يعتبر خوض فى الباطل.. يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: " أعظم الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضاً في الباطل في الدنيا ". 2- الخوض فى أعراض النساء أو الرجال: - و لقد حذَّر الله من ذلك فى كتابه العظيم: بسم الله الرحمن الرحيم " اِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ المُحصَنَاتِ الغَافِلاَتِ المُؤْمِنَاتِ لُعِنُواْ فِي الدُّنْيا وَ الآخَِرةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " وكان حُكم من يخوض في الأعراض في الاسلام و لم يأتي بأربعة شهود 100 جلدة. 3- الجدل :- لقد حثَّنا رسول الله صلى الله عليه و سلم على ترك الجدل و لو كنت على حق لما له من تأثير بغيض على القلب فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربضِ الجنة لمن ترك الجدل وان كان محقاً ". 4- البذاءة :- و هو ما ينطق بالألفاظ التي حرَّمها الاسلام وذلك لكي يعلو الحياء و الترفع عن بذاءة الفم فيقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: " ان الله يبغض الفاحش البذيء " و حتى ان كانت هذه الألفاظ بهدف الاضحاك فيقول أيضاً صلى الله عليه و سلم: " ان الرجل ليقل الكلمة ليضحك جلساءه يهوي بها ما بين المشرق و المغرب ". 5- السخرية و الاستهزاء 6- افشاء الاسرار :- فيقول صلى الله عليه و سلم: " لا ايمان لمن لا أمانة له " 7- الوعد الكذب :- وهو يقصد به من وعد و هو يعرف أنه لن يفي بوعده وليس من طرأت عليه ظروف معينة حالت بينه و بين الوفاء بوعده. 8- النميمة :- و هو نقل الكلام من طرف الى آخر.. يقول صلى الله عليه و سلم: " لا يدخل الجنة نمَّام". 9- الغيبة :- و هي ذِكرُ أخيك في غيبته سواء بحلو الكلام أو سوءه.. سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: حتى و اذا كانت فيه هذه الصفة؟ فقال رسول الله: " اذا كانت به الصفة فقد اغتبته وان لم تكن فيه فقد بهتَّه" والبهتان هو ذكر المرء أخيه كذباً بما ليس فيه. 10- الكذب :- وتتضح خطورة هذه الصفة في قول رسول الله: " من علامات الساعة انتشار الكذب " و الكذب هو أي قول غير صدق. هذه كانت آفات اللسان فمن اجتنبها فسوف يصطفيه الله فيمن اصطفاهم لليلة القدر باذنه ففي هذه الليلة يصطفي الله بعض عباده على بعض فيصطفي الرسل من باقي البشر ويصطفي منهم محمد صلى الله عليه و سلم و يصطفي معه الصحابة ثم يصطفي من باقي الأمم أمة محمد و يصطفي من أمة محمد الشهداء و أيضاً أهل القرآن فهم أهل الله و خاصَّته، ومن بعدهم يصطفي الملائكة ومن الملائكة يصطفي جبريل وسماه روح القدس و يصطفي من الأرض مكة و من الجبال عرفة و يصطفي سبحانه وتعالى من الكلام الذِّكر ويصطفي من الشهور رمضان ويصطفي من الأيام ليلة القدر و يصطفي من الناس جميعاً من يُدركون هذه الليلة ويصطفي من الملائكة من ينزل على الناس فى هذه الليلة. وأنت هل اصطفاك الله من باقي عباده ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ نعم فانه اصطفاك من باقي المخلوقات وجعلك بشر ثم اصطفاك من باقي البشر وجعلك مسلماً من أمة محمد ثم اصطفاك لتنطق باللغة العربية وغيرك يتمنى ذلك ليفهم القرآن و بعد ذلك اصطفاك ممَّن يُصلون ومن ثَمَّ جعلك ممن يخشون الله و بعد ذلك اصطفاك ممن يصلون فى المساجد ومن ثَمَّ جعلك ممن يصطفيهم فى ليلة القدر.. فاعرِض نفسك على الله بالعبادة لعله يصطفيك فى هذه الأيام المباركة باذنه. قيمة ليلة القدر :- سُمِّيت هذه الليلة بهذا الاسم لأن القَدْرَ هو معناه الشَّرف أو علوُّ الشأن وعظمته. . فهي ليلة عالية الشأن عظيمة المقدرة و هذه المنزلة جاءت من نزول القرآن في هذه الليلة " وَ مَا أَدْراكَ مَا لَيْلَةًُ القَدْرِ " صدق الله العظيم.. وهي أيضاً تُقدَّرُ فيها الأرزاق وا?جال وأنت تعلم أن علم الأرزاق والآجال عند الله منذ الأزل، ولكنه في هذه الليلة ينزل عند علم الملائكة.. " إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ اناَّ كُنَّا مُنْذِرين فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ " صدق الله العظيم.. " تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيهَا" و معنى تنزل أي بأعداد كبيرة حشودٌ تملأ الأرض تستغفر للناس جميعاً.. وقيل لأن للعبادة فيها قَدْرٌ عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه ". أما تستحيي من فِعل الله معك؟؟ ألا تستحيي من فِعلك أنت مع الله؟؟؟ حتى العصاة وأهل الكبائر تستغفر لهم الملائكة في هذه الليلة!!! و جبريل ينزل في هذه الليلة الى الأرض و ذلك ذكرى لليوم الذي أُنزل فيه القرآن على نبي الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و لكن أخي، أما تلاحظ أن هذا الدين قد بدأ بضمة.. نعم ضمة جبريل لنبي الله وذلك لسببين: أولا لأهمية هذا الدين.. وثانياً لاشتياق جبريل الى تنزيل القرآن و أيضاً ينتهي هذا الدين بضمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة ووفاته على صدرها. . سبحان الله هذه الليلة هي ليلة اتصال الأرض بالسماء.. كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور امرأةً عجوز ، أم أيمن، بعد وفاته ذهب أبو بكر و عمر لزيارتها فعندما رأتهما بكت فسألاها لماذا تبكي ان ما عند الله أفضل للنبي مما عندنا. . قالت أعلم ولكني اشتقت للوحي فقد انقطع عن الأرض بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم "سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ".. أي سلام الملائكة في الاستغفار للناس جميعاً.. سلام لكم من الله.. سلام لذهاب الشحناء بين عباد الله.. سلام للعصاة في ليلة غفران.. فضائل و ثواب هذه الليلة :- 1- ليلة أنزل الله فيها القرآن ، قال تعالى: " إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ ". 2- ليلة مباركة ، قال تعالى: " إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ". ، خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر ، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها ، قال تعالى: " سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ "، .... … تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة ، قال تعالى: " تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيهَا بِاِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ". 3- يَكتُبُ الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام ، قال تعالى: " فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ". 4- خير من ألف شهر أى 84 عاماً. قال ابن جرير حدثنا ابن حميد حدثنا حكام بن مسلم عن المثنى بن الصباح عن مجاهد قال: " كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح ثم يجاهد العدو بالنهار حتى يمسي ففعل ذلك ألف شهر فأنزل الله هذه الآية: لَيْلَةُ القَدْرِ خَيرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ .. قيام تلك الليلة خير من عمل ذلك الرجل ". وقال ابن أبي حاتم أخبرنا يونس أخبرنا ابن وهب حدثني مسلمة بن علي عن علي بن عروة قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً أربعة من بني إسرائيل عبدوا الله ثمانين عاماً لم يعصوه طرفة عين فذكر أيوب وزكريا وحزقيل بن العجوز ويوشع بن نون قال فعجب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك فأتاه جبريل فقال يا محمد عجبت أمتك من عبادة هؤلاء النَّفر ثمانين سنة لم يعصوه طرفة عين فقد أنزل الله خيرا من ذلك فقرأ عليه: "إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ وَمَا أَدْراكَ مَا لَيلَةُ القَدْرِ لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهرٍ " .. هذا أفضل مما عجبت أنت وأمَّتك منه. وقال سفيان الثوري بلَغَني عن مجاهد: ليلة القدر خير من ألف شهر.. قال عملها وصيامها وقيامها خير من ألف شهر رواه ابن جرير. وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا ابن أبي زائدة عن ابن جريج عن مجاهد: ليلة القدر خير من ألف شهر ليس في تلك الشهور ليلة القدر.. وهكذا قال قتادة بن دعامة والشافعي وغير واحد وقال عمرو بن قيس الملائي عمل فيها خير من عمل ألف شهر. . وهذا القول بأنها أفضل من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر هو اختيار ابن جرير وهو الصواب لا ما عداه وهو كقوله صلى الله عليه وسلم: " رباط ليلة في سبيل الله خير من ألف ليلة فيما سواه من المنازل " رواه أحمد وكما جاء في قاصد الجمعة بهيئة حسنة ونية صالحة أنه له عمل سنة أجر صيامها وقيامها إلى غير ذلك من المعاني المشابهة لذلك وقال الإمام أحمد حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما حضر رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِم " ورواه النسائي من حديث أيوب به 5- فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل، قال نبي الله صلى الله عليه و سلم: " من قام ليلة القدر ايمانا و احتسابا غُفِر له ما تقدم من ذنبه ". 6- الدعاء في هذه الليلة مستجاب. 7- ليلة عتق ليست كغيرها من ليالي رمضان. ميعادها :- يقول النبي صلى الله عليه و سلم: " التمسوها في الوتر من العشر الأواخر " وقال ابن حجر: " هي ليست ثابتة انما ينقلها الله بين الوتر فى العشر الأواخر " تقول السيدة عائشة رضي الله عنها على النبي صلى الله عليه وسلم: " اذا دخلتِ العشر الأواخر أحيا الليل (أي لا ينام مطلقاً) وأايقظ أهله وشد المأزر وطوى فراشه و اعتكف "
لماذا أخفاها الله ؟؟؟؟؟؟ لقد عَلِم الرسول الكريم ميعاد ليلة القدر من جبريل عليه السلام.. وعندما خرج ليخبر بها الناس وجد رجلان يتشاحنان في المسجد فأنساه الله اياها!! عن أبي سعيد الخدري قال: اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان فقال: " إني أُريتُ ليلةَ القدر فأُنسيتُها فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر ". ولله سبحانه وتعالى حكمة من اخفاء ميعاد ليلة القدر عنَّا.. فسبحانه ستر هذه الليلة عنَّا لكي يجتهد جميع العباد للوصول اليها وادراكها.. وذلك كما ستر ساعة تقبُّل الدعوة في يوم الجمعة للاجتهاد طوال اليوم. علامات ليلة القدر :- ذكر الشيخ بن عثيمين رحمه الله أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة.. العلامات المقارنة :- 1- قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة ، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار. 2- الطمأنينة ، أي طمأنينة القلب ، وانشراح صدر المؤمن ، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي. 3- أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف ، بل يكون الجو مناسبا. 4- أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام ، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم. 5- أن الانسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي. العلامات اللاحقة :- 1- أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع ، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام ، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها ) -رواه مسلم. ماذا نفعل اذاً ؟؟؟ 1- صلاة التهجد في الثلث الأخير من الليل.. يقول الامام الشافعي: "على قدر اجتهادك فى النهار يفتح عليك بالليل". 2- قراءة القرآن بتدبُّر. 3- الدعاء.. وكان دعاء النبي صلى الله عليه وسلَّم في ليلة القدر: " اللَّهُمَّ انَّكَ عَفُوُّ كَرِيمٌ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عني " و الاعتكاف يعين على كل ما سبق أحد الصحابة، تميم الدارى، اشترى عباءة بألف درهم لا يلبسها الا في العشر الأواخر من رمضان.. قال الصحابي "كنا نغتسل ونتطيب اذا دخلت العشر الأواخر" عباد الله.. في هذه الليلة أُنزلت أول كلمة في القرآن الكريم، وهي: " اقرأ ".. فهيا بنا جميعا نقرأ في الكتاب العظيم.. القرآن ونصلي لله لعله يصطفينا من عباده.. أسألُ اللهَ العفُوَّ الكريمَ أنْ يعفوَ عنَّا ويُبَلَِّغنا ليلةَ القدرِ ويجعلَنا من عُتقائِهِ مِن النَّار.. آمين
| |
|
نوران سروى نشيط
عدد الرسائل : 158 تاريخ التسجيل : 11/08/2010
| موضوع: رد: ليلـــــــــــــــــــــــــه القدر السبت أغسطس 21, 2010 10:16 pm | |
| اللهم يا من خلق الإنسان وبَنَاه، واللسانَ وأجراه، يا من لا يخيب من دعاه، هب لكلٍّ منا ما رجاه، وبلّغه من الدارين مُناه، اللهم اغفر لنا جميع الزلات، واستر علينا كل الخطيئات، وسامحنا يوم السؤال والمناقشات، وانفعنا وجميع المسلمين بما أنزلته من الكتاب يا أرحم الراحمين اللهم اجعلنا من عتقائك من النار اللهم بلغنا ليله القدر. وصلى الله وسلم على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين جزاك الله كل خير الاخت الغاليه وفاء بارك الله لكى وللاولادك ودمتى فى حفظ وعنايه الرحمن .
| |
|